
بعد
أن أصبحت كل المؤشرات توحي بأن الفرنسي كريستيان غوركوف يعد ساعاته
الاخيرة على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري، وبعد حوالي عامين
من تسلمه مقاليد العارضة الفنية خلفا للبوسني وحيد حليلوزيتش، ارتأينا ان
نضع الأسباب التي من الممكن ان تكون قد أدت بهذا المدرب إلى اتخاذ هذه
الخطوة الجريئة.
اشتياقه للعمل مع النوادي
اولى
الأسباب التي من المرجح ان تكون قد ساهمت في اتخاذ غوركوف قرار الرحيل من
تدريب “الأفناك”، هو اعترافه بشكل صريح في حوار له مع أحد الجرائد الكندية،
اين كشف عن اشتياقه للعمل اليومي مع النوادي، وهو المعروف بميوله للعمل
الاكاديمي، عكس تدريب المنتخب أين يكون التجمع في فترات متباعدة، وهو أمر
لم يرق “لأستاذ الرياضيات” في أول تجربة له على رأس المنتخبات الوطنية.
فشله في تطبيق فلسفته الكروية
لا
يخفى للجميع الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها المدرب غوركوف خاصة بعد كأس
امم افريقيا 2015، بسبب أفكاره وفلسفته التي أراد أن يرسخها على تشكيلة
المنتخب، فلسفة رغم أنها أثبت فشلها خاصة في مباريات الخضر داخل أدغال
القارة السمراء، إلا انه يبدو قد اختار رمي المنشفة على التضحية بفكره، حيث
أن تنازله عنها في المباراتين الماضية ضد تنزانيا واثيوبيا، تجلى من خلال
الأداء الرائع والفوز الساحق، لرفقاء رياض محرز، وليس مستعدا للمواصلة على
هذا النهج، مما يكون دليلا على فشله في خططه السابقة.
توتر علاقته مع روراوة
سبب
آخر قد يكون من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الطلاق الوشيك، ألا وهي
العلاقة المتوترة التي تجمع المدرب الفرنسي برئيس الفاف محمد روراوة، منذ
أشهر عدة، وبالضبط بعد الاداء المخيب الذي قدمه الخضر في لقاء لوزوتو
بماسيرو، فرغم فوز زملاء سوداني بثلاثية، لكن الأداء السيء، جعل الامتعاض
يترسم على روراوة وخوفه من ضياع حلم المشاركة الثالثة على التوالي في
المونديال، ورغم ان الرجل الأول في الكرة الجزائرية، لم يكشف ذلك علانية بل
الأكثر صرح بدعمه المطلق لغوركوف، إلا أن هذا الدعم بدأ بتلاشي بعد الخرجة
المخيبة ضد غينيا وديا والخسارة في عقر الديار، ومن بعدها الأداء الكارثي
للمنتخب الوطني في دار السلام التنزانية، وجعلت أيضا العلاقة تتوتر بين
المدرب ورئيسه وظهر هذا جليا في زيارة وفد الفاف إلى بسكرة قبل حوالي
أسبوع، وأيضا بعد لقاء أمس ضد الحبشة، واكدت ان التيار أصبح لا يمر بين
الرجلين.
تأزم علاقته مع الاعلام والجمهور
يتفق
الكثيرون على ان الاجواء المشحونة التي كانت بين غوركوف والجمهور
الجزائري، وأيضا بينه وبين الإعلام المحلي، أثناء وبعد لقاءي غينيا
والسنغال الوديين شهر أكتوبر الماضي، كانت النقطة الأساسية التي جعلت
المدرب السابق للغرافة القطري يخطو خطوته الاولى باتجاه لرحيل، حيث أبان من
خلال الندوة الصحفية التي كانت بعد لقاء “أسود التيرانغا” وتلاسنه مع احد
الصحفيين وقبلها الهجوم العنيف من الجمهور، مع لحظة غضب يؤكد أنه سئم العمل
في الجزائر ومستعد للانسحاب بعد مباراتي نوفمبر ضد تنزانيا، فرغم أن ذلك
لم يحدث حينها، إلا ان الأيام الاخيرة اكدت أن اقتناعه بفكرة الرحيل، لم
تكون وليدة اليوم، بل كان قرارا يُطبخ على نار هادئة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق